المتابعون

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

أمطار في غابة السنديان كان ايفان ايفانوفيتش شيشكين (1832-1898) احد أشهر رسّامي المناظر الطبيعية في روسيا. كان والده تاجرا ومهندسا وعالم آثار. وقد درس شيشكين الرسم في مدرسة موسكو للنحت والرسم والعمارة، ثمّ في أكاديمية الفنون في سانت بيترسبيرغ وتخرّج منها بمرتبة الشرف. وبعد ذلك حصل على منحة امبراطورية لمزيد من الدراسة في أوروبا. وبعد خمس سنوات أصبح عضوا في الأكاديمية الملكية في سانت بيترسبيرغ وعمل أستاذا للرسم من عام 1873 إلى 1898م. لبعض الوقت، عاش ايفان شيشكين وعمل في سويسرا وألمانيا عندما كان في منحة دراسية. وعند عودته إلى سانت بيترسبيرغ أصبح عضوا في الجمعية الروسية للرسم بالألوان المائيّة. يعتمد أسلوبه في الرسم على الدراسات التحليلية للطبيعة. وقد أصبح مشهورا بمناظره التي تصوّر الغابات الروسية. لوحته هنا اسمها "أمطار في غابة السنديان" وعمرها ما يقرب من مائة وعشرين عاما. لكنّ فيها من العاطفة والحيوية ما لا يمكن أن تجده في الكثير من الأعمال الفنّية التي رُسمت في هذا العصر. تنظر إليها فتتخيّل انك هناك في الغابة تتجوّل بهدوء وتنظر وتتأمّل. هذا هو الشعور الذي يجلبه شيشكين إلى لوحته. إذ يعطيك إحساسا قويّا بالاتجاه كما لو انه يأخذك من يدك ويقودك عبر الغابة المطرية. هذه اللوحة هي أيضا عن المطر. هناك إحساس بالألوان الزاهية وبالسماء الأكثر إشراقا. لكن هناك أيضا شعورا بأن اللون تمّ تخفيفه بفعل المطر. شيشكين يخلق شعورا حقيقيا بالعالم، حيث الطبيعة ليست طيّبة أو شرّيرة. كما انه يمنح الناظر انطباعا بأن السماء تمطر. وهو يقودك في السير على طريق. ومن السهل عليك بعدها أن تقتفى خطاه. كان ايفان شيشكين يُلقّب بـ "شاعر الغابات الملحمية الروسية" لإمساكه بمواسم الغابات وتعبيره عن أمزجة الطبيعة المتغيّرة. في إحدى لوحاته الأخرى بعنوان الصباح في غابة الصنوبر، يرسم الفنّان واحدا من الموتيفات المفضّلة لديه، وهي غابات الصنوبر الروسية الكثيفة، مضيفاً إلى أجوائها الحضور الرعوي لعائلة من الدبَبَة. حقّق شيشكين نجاحا كبيرا في الرسم. وكان معلّما في التعامل مع الضوء والظلّ. وتمكّن من إعادة الطابع الوطني للطبيعة الروسية كما لم يفعل رسّام آخر. وكانت لوحاته المليئة بالشمس والهواء تحظى بشعبية كبيرة في روسيا وأوربّا. نظرة شيشكين إلى الطبيعة هي نظرة باحث وعالم في عصر الفلسفة الوضعية. والمعروف أنه أمضى طفولته وسط الغابات المعمّرة والأنهار المهيبة في مناطق الاورال والفولغا. وظلّ حبّه لهذه الأماكن ملازما له طوال حياته...


ليست هناك تعليقات: